السلام عليكم ورحمته الله وبركاته
من هو الكَافِر الذي لا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت ؟!
عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))[1]
عن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلَّلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))[2]
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : إِعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِهِ هُوَ مُلاحَظَته لَهَا بِعَيْنِ الْكَمَال مَعَ نِسْيَان نِعْمَة اللَّه , فَإِنْ اِحْتَقَرَ غَيْره مَعَ ذَلِكَ فَهُوَ الْكِبْر الْمَذْمُوم .
( مُرَجِّل جُمَّته ) هِيَ مُجْتَمَع الشَّعْر إِذَا تَدَلَّى مِنْ الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ , وَأَمَّا الَّذِي لا يَتَجَاوَز الأُذُنَيْنِ فَهُوَ الْوَفْرَة , وَتَرْجِيل الشَّعْر تَسْرِيحه وَدَهْنه .
( إِذْ خَسَفَ اللَّه بِهِ ) وهو أَظْهَر فِي سُرْعَة وُقُوع ذَلِكَ بِهِ .
( فَهُوَ يَتَجَلْجَل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ) فِي حَدِيث اِبْن عُمَر (فَهُوَ يَتَجَلْجَل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة)
وَالتَّجَلْجُل : التَّحَرُّك , وَقِيلَ : الْجَلْجَلَة الْحَرَكَة مَعَ صَوْت .
وَقَالَ اِبْن فَارِس : التَّجَلْجُل أَنْ يَسُوخ فِي الأَرْض مَعَ اِضْطِرَاب شَدِيد وَيَنْدَفِع مِنْ شِقّ إِلَى شِقّ , فَالْمَعْنَى يَتَجَلْجَل فِي الأَرْض أَيْ يَنْزِل فِيهَا مُضْطَرِبًا مُتَدَافِعًا .
وَمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الأَرْض لا تَأْكُل جَسَد هَذَا الرَّجُل فَيُمْكِن أَنْ يُلْغَز بِهِ فَيُقَال : كَافِر لا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت .[3]
وفي الحديث :
ـ أن الإسبال محرم وتشتد الحرمة إذا كان بخيلاء .
ـ والإسبال هو مجاوزة لباس الرجل للكعبين ، وقد صحت الأحاديث ، بتحريم إطالة الثياب إلى أسفل الكعبين ، وأن فاعل ذلك متوعد بالنار فقد قال صلى الله عليه وسلم ((ما أسفل الكعبين في النار )) رواه البخاري وغيره
والسنة في اللباس للرجال أن تكون إلى أنصاف الساقين ، وآخر المباح إلى ما دون الكعبين ، وبعد ذلك فهو المحرم .
ـ إسبال الثياب نفسه من الخيلاء وإن لم يقصد المرء ، فمجرد الإسبال وإن صحت النية مخيلة كما صح بذلك الحديث :
ـ (( عَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ : قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ )) ، وعند أحمد (( وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ )) .[4]
ـ بيان تحريم الكبر والخيلاء والإعجاب المؤدي إلى البطر .
ـ شدة عقوبة من فعل ذلك ، وقد بينَّ صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ، فليحذر المرء من التشبه بأهل الكبر والبطر والخيلاء والإسبال ، حتى لا يكون مصرعه كمصارعهم .
ـ وفي الحديث بيان أن الله تعالى لا يحب هذا الصنف من الناس ، بل يبغضهم ويعذبهم ، وقد حث الشرع على التواضع لله ، وحمده على نعمه وشكره عليها ، لا الفخر بها على الناس والاختيال بها .
(( قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا , فِي غَيْر إِسْرَاف وَلا مَخِيلَة ))[5] ا.هـ
[1] رواه البخاري (5789) ومسلم في اللباس (2088) وغيرهما
[2]رواه البخاري (5790) والترمذي والنسائي وأحمد .
[3] الفتح (10/272)
[4] رواه أبو داود في اللباس باب ما جاء في إسبال الإزار (3562) ، وأحمد (16021) وصححه الألباني في صحيح الجامع (98) ، ورواه الطيالسي وابن حبان (521) وقال الأرناؤط : صحيح ، ورواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني (1182)، والطبراني في الكبير (6348) وعبدالرزاق في مصنفه (11/82) ، وابن أبي شيبة (5/166) والبيهقي في شعب الإيمان (6/252) وفي سننه (10/236) ، والنسائي في السنن الكبرى (5/486) وابن الجعد في مسنده (1/454) والشيباني في الآحاد والمثاني (2/191) والطبراني في الدعاء (1/570) وابن هناد في الزهد (2/429) .
[5] رواه البخاري في أول كتاب اللباس انظر الفتح (10/264)
تحيااااااتي
remo0o
من هو الكَافِر الذي لا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت ؟!
عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ تُعْجِبُهُ نَفْسُهُ مُرَجِّلٌ جُمَّتَهُ إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))[1]
عن ابن عمر أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( بَيْنَا رَجُلٌ يَجُرُّ إِزَارَهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ فَهُوَ يَتَجَلَّلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))[2]
قَالَ الْقُرْطُبِيّ : إِعْجَاب الْمَرْء بِنَفْسِهِ هُوَ مُلاحَظَته لَهَا بِعَيْنِ الْكَمَال مَعَ نِسْيَان نِعْمَة اللَّه , فَإِنْ اِحْتَقَرَ غَيْره مَعَ ذَلِكَ فَهُوَ الْكِبْر الْمَذْمُوم .
( مُرَجِّل جُمَّته ) هِيَ مُجْتَمَع الشَّعْر إِذَا تَدَلَّى مِنْ الرَّأْس إِلَى الْمَنْكِبَيْنِ وَإِلَى أَكْثَر مِنْ ذَلِكَ , وَأَمَّا الَّذِي لا يَتَجَاوَز الأُذُنَيْنِ فَهُوَ الْوَفْرَة , وَتَرْجِيل الشَّعْر تَسْرِيحه وَدَهْنه .
( إِذْ خَسَفَ اللَّه بِهِ ) وهو أَظْهَر فِي سُرْعَة وُقُوع ذَلِكَ بِهِ .
( فَهُوَ يَتَجَلْجَل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة ) فِي حَدِيث اِبْن عُمَر (فَهُوَ يَتَجَلْجَل فِي الأَرْض إِلَى يَوْم الْقِيَامَة)
وَالتَّجَلْجُل : التَّحَرُّك , وَقِيلَ : الْجَلْجَلَة الْحَرَكَة مَعَ صَوْت .
وَقَالَ اِبْن فَارِس : التَّجَلْجُل أَنْ يَسُوخ فِي الأَرْض مَعَ اِضْطِرَاب شَدِيد وَيَنْدَفِع مِنْ شِقّ إِلَى شِقّ , فَالْمَعْنَى يَتَجَلْجَل فِي الأَرْض أَيْ يَنْزِل فِيهَا مُضْطَرِبًا مُتَدَافِعًا .
وَمُقْتَضَى هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الأَرْض لا تَأْكُل جَسَد هَذَا الرَّجُل فَيُمْكِن أَنْ يُلْغَز بِهِ فَيُقَال : كَافِر لا يَبْلَى جَسَده بَعْد الْمَوْت .[3]
وفي الحديث :
ـ أن الإسبال محرم وتشتد الحرمة إذا كان بخيلاء .
ـ والإسبال هو مجاوزة لباس الرجل للكعبين ، وقد صحت الأحاديث ، بتحريم إطالة الثياب إلى أسفل الكعبين ، وأن فاعل ذلك متوعد بالنار فقد قال صلى الله عليه وسلم ((ما أسفل الكعبين في النار )) رواه البخاري وغيره
والسنة في اللباس للرجال أن تكون إلى أنصاف الساقين ، وآخر المباح إلى ما دون الكعبين ، وبعد ذلك فهو المحرم .
ـ إسبال الثياب نفسه من الخيلاء وإن لم يقصد المرء ، فمجرد الإسبال وإن صحت النية مخيلة كما صح بذلك الحديث :
ـ (( عَنْ أَبِي جُرَيٍّ جَابِرِ بْنِ سُلَيْمٍ قَالَ : قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَلا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ الْمَعْرُوفِ ، وَارْفَعْ إِزَارَكَ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ ، وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ )) ، وعند أحمد (( وَاتَّزِرْ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِيَّاكَ وَإِسْبَالَ الإِزَارِ فَإِنَّهَا مِنْ الْمَخِيلَةِ وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لا يُحِبُّ الْمَخِيلَةَ )) .[4]
ـ بيان تحريم الكبر والخيلاء والإعجاب المؤدي إلى البطر .
ـ شدة عقوبة من فعل ذلك ، وقد بينَّ صلى الله عليه وسلم أنه سيكون في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف ، فليحذر المرء من التشبه بأهل الكبر والبطر والخيلاء والإسبال ، حتى لا يكون مصرعه كمصارعهم .
ـ وفي الحديث بيان أن الله تعالى لا يحب هذا الصنف من الناس ، بل يبغضهم ويعذبهم ، وقد حث الشرع على التواضع لله ، وحمده على نعمه وشكره عليها ، لا الفخر بها على الناس والاختيال بها .
(( قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا , فِي غَيْر إِسْرَاف وَلا مَخِيلَة ))[5] ا.هـ
[1] رواه البخاري (5789) ومسلم في اللباس (2088) وغيرهما
[2]رواه البخاري (5790) والترمذي والنسائي وأحمد .
[3] الفتح (10/272)
[4] رواه أبو داود في اللباس باب ما جاء في إسبال الإزار (3562) ، وأحمد (16021) وصححه الألباني في صحيح الجامع (98) ، ورواه الطيالسي وابن حبان (521) وقال الأرناؤط : صحيح ، ورواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني (1182)، والطبراني في الكبير (6348) وعبدالرزاق في مصنفه (11/82) ، وابن أبي شيبة (5/166) والبيهقي في شعب الإيمان (6/252) وفي سننه (10/236) ، والنسائي في السنن الكبرى (5/486) وابن الجعد في مسنده (1/454) والشيباني في الآحاد والمثاني (2/191) والطبراني في الدعاء (1/570) وابن هناد في الزهد (2/429) .
[5] رواه البخاري في أول كتاب اللباس انظر الفتح (10/264)
تحيااااااتي
remo0o